السبت 18 ماي 2024  

 مقال

أكد بيتر فام، مدير (أفريكا سانتر)، التابع لمجموعة التفكير الأمريكية (أطلانتيك كاونسيل)، أن "هذا الدعم الواضح لوجاهة المخطط المغربي للحكم الذاتي من قبل أوباما، تماشيا مع السياسة التي اتبعتها ثلاث إدارات أمريكية، منذ الرئيس بيل كلينتون ومرورا بجورج بوش، يعد بمثابة اعتراف من قبل الولايات المتحدة بالدور الريادي الذي يضطلع به صاحب الجلالة على الصعيد الإقليمي كقوة لتعزيز الاستقرار بالقارة".

وأضاف أنه يشكل أيضا اعترافا ب"الدور البناء" الذي يضطلع به المغرب بهدف إيجاد حل نهائي لهذا النزاع المفتعل"، ملاحظا أن هذا الدعم الذي عبرت عنه الولايات المتحدة يتجاوز حدود هذه القضية "ليشمل إرساء تعاون قوي بين واشنطن والرباط بهدف إقامة تعاون ثلاثي الأطراف في إفريقيا، خصوصا في المجالين الأمني والتنموي".

وفي برقية التهنئة التي بعثها جلالة الملك محمد السادس مؤخرا إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما بمناسبة العيد الوطني لبلاده (4 يوليوز)، أكد جلالته على العلاقات المتميزة القائمة على الصداقة التاريخية المتينة، والتقدير المتبادل والتعاون المثمر، التي تجمع المملكة المغربية والولايات المتحدة.

ويتماشى الدعم " الواضح " للولايات المتحدة لمخطط الحكم الذاتي بالصحراء، تحت السيادة المغربية، تماما مع التأييد الذي حظيت به المبادرة المغربية لدى عواصم القوى العالمية الكبرى على وجه الخصوص، ولدى المجتمع الدولي بشكل عام.

وفي سياق متصل، شكل الاتصال الهاتفي الذي جرى، يوم 22 يناير 2015، بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس والأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بمبادرة من هذا الأخير، مناسبة لأعلى سلطة أممية لدعم المغرب في حسن نيته وموقفه المبدئي بخصوص الاحترام الكامل للمهمة الحالية لبعثة المينورسو، في احترام تام لمعايير المفاوضات كما حددها مجلس الأمن.

فمن خلال إطلاع جلالة الملك على "أخذه بعين الاعتبار تعاليق وملاحظات المغرب"، و"تقديم ضمانات أكيدة بخصوص حيادية، وموضوعية ونزاهة مسؤولي الأمم المتحدة المكلفين بتيسير المهمة الأممية"، يكون بان كي مون قد قطع، بهذه المناسبة، الطريق على كل المناورات الخبيثة والميولات الدنيئة التي تريد تحريف المسلسل عن مساره القانوني.

وتحمل المقاربة المغربية، التي تتلاءم مع الشرعية الدولية، في طياتها الحرص الثابت لجلالة الملك على الحفاظ على الأنماط الحالية لانخراط الأمم المتحدة، معززة بحس عال من التاريخ والمسؤولية، وذلك تماشيا مع التوازنات والإكراهات الجيوستراتيجية لتجنب كل التوجهات المنحازة والخيارات المحفوفة بالمخاطر، التي قد تغرق المنطقة ككل، وتمهد الطريق للجماعات الإرهابية التي تسللت إلى مخيمات تندوف على نطاق واسع، والتي أضحى تواطؤها مع (البوليساريو) باديا في واضحة النهار.

وهكذا، يقترح المغرب، كشريك محترم ومسموع في المحافل الأممية، طريق الاعتدال من خلال تقديم مقترح الحكم الذاتي بالصحراء، تحت السيادة المغربية، والذي وصفته القوى العالمية وقرارات مجلس الأمن بالجدي والواقعي وذي المصداقية.

ويتعين اليوم على الأطراف الأخرى الانخراط في طريق الحكمة التي تحمل وعودا بمستقبل يعمه الازدهار والرخاء المشترك، والذي تطمح إليه شعوب المنطقة، التي تعاني من الأعمال الإجرامية للجماعات الإرهابية التي تتبنى إيديولوجية تنظيمي "القاعدة" و"داعش".

وبهذا يكون بان كي مون من خلال إعرابه عن شكره لجلالة الملك، على "الدور النشيط والانخراط البناء للمملكة في دعم أجندة الأمم المتحدة، سواء تعلق الأمر بحفظ السلام، أو النهوض بالتنمية البشرية أو محاربة التعصب والتطرف"، قد اعترف مرة أخرى بالدور القيادي الذي يضطلع به المغرب على الصعيد الإقليمي كقوة للاستقرار ضد كل الأخطار الناجمة عن التحالف بين التطرف والانفصال.

- خبر يهم ملف الصحراء الغربية/ الكوركاس-

 

   


  
 
 

 
استقبال  |  تاريخ الصحراء  |  الجغرافية  |  التراث الحساني  |  الشؤون الاجتماعية  |  الاقتصاد  |  التجهيز المؤسسات  |  اتصـال
 
  المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية 2024 © جميع الحقوق محفوظة